عوامل استقرار الحياة الزوجية يجب البحث عنها والتعرف عليها خاصة مع ازدياد حالات الطلاق خلال الآونة الأخيرة، ولقد اشارت الإحصائيات أن نصف عدد الزيجات في أمريكا تنتهي بالطلاق الأمر الذي جعل الشباب الغير متزوجين لا يرغبون في الانضمام إلى هذه الإحصائية ويبحثون عن الأمور التي تجعل الزواج مستقرًا وأما المتزوجين فيبحثون عن طرق حل المشاكل الزوجية.
العوامل المادية لاستقرار الحياة الزوجية
من خلال دراسة أجريت بعنوان (الماس للأبد) تم تحديد العوامل المعنوية والمادية لاستقرار الحياة الزوجية والأسس التي تجعل الزواج أكثر استقرارًا في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الأسس المادية كما يلي:
أثبتت الدراسة أن الأزواج الأغنياء زواجهم أكثر استقرارًا من الأزواج المتعسرون ماديًا؛ حيث أن المال يعمل على سد احتياجات الأسرة وبالتالي يقلل من الخلافات والمشاكل الأسرية حول متطلبات الحياة، ولكن بالطبع يجب أن يرتبط وجود المال بالترابط والحب والتفاهم والإخلاص والمساعدة مما يعمل على التخفيف من حدة المشاكل والخلافات الزوجية.
وبالاستماع إلى رأي احدى السيدات حول علاقة المال باستقرار الحياة الزوجية فردت قائلة (أن أي ضائقة مالية تمر بها الأسرة تنعكس بشكل مباشر على العلاقة الزوجية؛ حيث أن الأسرة ليست رجل وامرأة فقط وإنما يوجد أطفال أيضًا لهم متطلبات وأي عجز أو تقصير في تلبية هذه المتطلبات يجعل الأمر يخرج عن السيطرة).
عمل الزوج وسعيه لتوفير احتياجات أسرته بدون تكاسل يعزز من شعور الزوجة بالطمأنينة والأمان، مما يساهم في استقرار الحياة الزوجية، وتوفير سكن مناسب مستقر يمنح الزوجة الشعور بالخصوصية والأمان من العوامل الهامة التي تؤثر على استقرار الزواج واستمراره.
العوامل المعنوية لاستقرار الحياة الزوجية
توافر شروط التكافؤ بين الزوجين من أهم العوامل المعنوية والمادية لاستقرار الحياة الزوجية والتي تتمثل في:
- عمر الزوجين ومدى تقاربهم يؤثر بشكل كبير على استقرار حياة الزوجية حيث كلما كان الزوجين متقاربين في العمر كلما زاد التفاهم، ولقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن حالات الطلاق تزيد في حالات الزواج المبكر (زواج البنت عند عمر 18 سنة، وزواج الشاب عند عمر 21 سنة).
- التوافق الديني: حيث أن الايمان بالله عز وجل وتنفيذ تعاليم الدين في الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة يجعل الزواج اكثر استقرارًا.
- التوافق المادي: والمقصود به قدرة الزوج على الانفاق على زوجته وتوفير احتياجات اسرته مع الاتفاق بين الزوجين على الأولويات والرضا بما يتوفر من مال.
- التوافق الثقافي والاجتماعي: ويتمثل في احترام كل طرف لثقافة الآخر وعاداته وتقاليده، والتسامح في مسائل الاختلاف التي تنشأ نظرًا لاختلاف النشأة الاجتماعية لكل منهما.
- التوافق الجنسي من العوامل المعنوية والمادية لاستقرار الحياة الزوجية حيث اشارت الكثير من الدراسات أن طبيعة الحياة الجنسية ومدى التوافق الجنسي بين الزوجين يؤثر على استقرار الحياة الزوجية حيث أن وجود أي خلل وظيفي جنسي في العلاقة الجنسية أو عدم تفاهم الطرفين في العلاقة الجنسية أمر يترتب عليه التوتر والإحباط مما يزيد من الخلافات والمشاكل الزوجية وقد يؤدي إلى التفكك.
- التقارب العاطفي حيث أنه يزيد من تفاهم الزوجين ويزيد من تعاطف كل طرف مع الآخر ومن خلال التقارب العاطفي يستطيع الطرفان التغلب على أي أزمة أو مشكلة مهما كانت كبيرة.
- مساعدة الزوجين لبعضهم البعض حيث أن القيام بالمهام سويًا تزيد من التقارب بين الزوجين كالتسوق سويًا أو العناية بالأطفال أو ممارسة الهوايات معًا أو مشاركة الهوايات كل هذه الأمور تزيد من التقارب بين الزوجين.
- الاهتمام حيث أنه يجب على كل طرف الاهتمام بشريك الحياة ويجب أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم، والعمل على تحقيق رغبات الطرف الآخر ومساندته في أوقات الضيق والارهاق وتحفيزه للنجاح ومشاركاته أوقاته السعيدة.
المصادر
كتابة تعليق
عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك لن يتم نشره. جميع الحقول مطلوبة